-A +A
عابد هاشم
• مرة تلو الأخرى، نشيد بالجهود والإجراءات الحثيثة، التي قامت وتقوم بها الهيئة العامة للرياضة، كما لا يمكن لكل منصف في الوسط الرياضي السعودي أن يقلل من أهمية الإجراءات والقرارات التي اتخذت من قبل الهيئة العامة للرياضة، وتحديداً منذ بداية رئاسة الأمير عبدالله بن مساعد حتى الآن، لمصلحة الرياضة السعودية، بشكل عام، وما يصب في خدمة المصلحة العامة للأندية الرياضية السعودية «وهو ما يعنينا في هذا الطرح» بشكل خاص.

•• ومن بين تلك الإجراءات التي لا يختلف اثنان على أهميتها، ما أعلنته الهيئة العامة للرياضة مؤخراً، وأعني بها القواعد المنظمة للحد من ديون الأندية، والآلية التي سيتم العمل بها لخفض مديونيات الأندية، والحد من تزايد التزاماتها المادية، وقد تضمنت ثمانية بنود «صارمة»، ثم التنسيق مع الاتحاد السعودي لكرة القدم، لتطبيقها بداية من فترة التسجيل الأولى للموسم الرياضي 2017.... إلخ.


•• إلا أن هذه الإجراءات التي اتخذتها الهيئة مؤخراً وتحديداً بنودها الثمانية «الصارمة» التي تضمن أولها تعريف «النادي المتعثر»، ومعايير التعثر، واختتم ثامنها، بمنع النادي من جدولة أي مديونية، يترتب عليها زيادة مبلغ الدين...، كانت تستوجب على الهيئة ممثلة في رئيسها النيِّر تحقيقاً للمصلحة العامة دون ضرر أو إضرار، العمل بالحكمة المأثورة: «إذا أردت أن تطاع، فأمر بما يستطاع».

•• صحيح أن الهيئة، قد سبق لها العام الماضي، اتخاذ عدد من الإجراءات والضوابط الحازمة، لتحقيق نفس الهدف «الحد من ديون الأندية، والحيلولة دون زيادة التزاماتها المادية»، وقد حققت تلك الإجراءات «المعقولة»، أهدافها بنجاح، وصحيح أيضاً أن الهيئة، تسعى جاهدة «لتسريع» متطلبات مرحلة الخصخصة «المرتقبة».

•• إلا أن الأصح، هو أن لا يتحول تسريع الخصخصة إلى «تسرع آخر» تكون التضحية بسببه، عن طريق الضحية نفسها، وهي أنديتنا الرياضة المغلوب على أمرها، والتي لا زالت تصطلي لقرابة عقدين بأضرار احترافنا «الكسيح» جراء التسرع بتطبيقه قبل أن يستوفي أهم مقوماته، والأندية هي من تدفع الثمن حتى الآن!

•• فالهيئة العامة للرياضة، التي تريد من خلال إجراءاتها الأخيرة، وبنودها الثمانية «المغلظة» معرفة الأندية المتعثرة. لديها معرفة تامة، بما هو أهم، وهو المتسبب الحقيقي في تعثر هذه الأندية. والمسؤول المباشر الذي تخلى عن هذه الأندية الرياضية «الحكومية» طوال فترة تعريضها لهذه الكوارث، من قبل من أداروا «العبث» بمقدرات ومصائر هذه الكيانات الرياضية، وغادروا برداً وسلاماً، ثم يُجير «بإجحاف» كل إزرهم، على حساب هذه الأندية «الضحية» وحُملت مسؤولية مكابدة ما اقترفوه من كوارث مادية، على كاهل من تبقى من المتطوعين الخُلص لإداراتها، ففي ذمة من تعثرت هذه الأندية، التي كانت ولا زالت تعول بعد الله على ما ومن ينصفها وينتصف لها، لا من ينكأ كسورها المتخسفة وجروحها العميقة، والله من وراء القصد.

• تأمل:

إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه

ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه.

فاكس

6923348